أقصوصة " هذه ليلتي " - قصيدة للشاعرة نيلا غسان النجار
- 16:26
- ~
سَأَتَكِئْ عَلى زاويةِ رَأْسِكَ
و أُحَرِّضُ ذاكِرَتَكَ حَتى تَتَقَـيَأْ بي
و أَجْتاحُ كُلَّ مَمَرٍ
و أَسْتَفِزُّ بِها أَصْغَرَ الأَشْياءْ
سَأَسْتَحِمُّ بِماءِ عَينَيك
و أَجْلِسُ عَلى طَرفِ وَجْنَتَيك
سَأَتَرَّقَبُ تَساقُطها
قَطْرةً
قَطْرة
سَأَتَذَوقُ مِلْحَها
و أُمَرِّغَ قَهري في بَحْرِها
سَأسْتَلِذُّ بِدَمْعِكَ بِكُلّ ازدِراءْ
اغْضَـــبْ ..
ذاكَ الشَرْيانُ المُنْبَثِـقُ
مِنْ عُنُقِكَ يُغْريني
و جُمود أَطْرافِكَ يُرْضي غُروري
سَأَعْمَدُ عَلى حَرْقِ أَعْصابِكَ
سَأَهْنَأ إنْ اخْتَفى مِنْ حَولِكَ الهَواءْ
هَذِه اللَيلة ..
سَأَرْتَدي فُسْتاناً أَحْمَر
مُنسوجاً بِسِحْر ..
مُرَصَعاً بِياقوتٍ و مَرْمَرْ
سَأَسْهَر بِقاعَةِ رجولَتِكَ أَميرة
سَأُراقِص بِجُوفِكَ النَدَمْ
و أَتَعَطَرُ بِالياسَمينِ والدَهاءْ
هَذهِ لَيْلَتي ..
لَيْلَة العُمرِ أَرْجوها
تَعْلَمُ أَنَ أُنوثَتي أَذْهَلَتك
و أَحْصِنَتكَ قَهَرَتْها أَقْلامي
سَأَرْجو لَكَ حاضِراً مَريرْ
لِتَعْلَمْ أَني هَزَمْتُكَ بِالطُهْرِ و النَقاءْ
انْفَعِلْ ..
أَعْلَمُ أَنَ النِساءَ مِنْ حَولِكَ كُثُرْ
و أَنَ ماضيكَ أَسْوَدٌ عَليلْ
و تَعْلَمُ أَنكَ بِمْثلي لَنْ تَحْظَى
بِعُمْرِكَ لَنْ تَتَكَرَرَ أُخْرى
و أَني سَيدةُ كُل النِساءْ
هَذِهِ لَيْلَتي ..
سَأَتْلو عَلَيكَ آيات الوَداع
و أَتَرَقَبُ سُقوطكَ كَما الذَليل
سَأَسْهَرُ عَلى قَهْرِكَ و قَتْلِكَ
و أَطْرَبُ بِصَوتِكَ المَبْحوح
سَأَصْحو حَتى الصَباح
أَتَناولُ مِنْ رأسِكَ كُلَّ ما أَشْتَهيه
سَأَتَعَطَرُ بِبرود الدِماءْ
سَأُهْديكَ .. تُفاحَةَ حَواءْ
فَهَذِه لَيْلَتــــــــي